لما تكاملت الدعوة، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، ودانت الجزيرة العربية بالإسلام، بدأت أمارات الخاتمة في الظهور، ولم يتفرسها أحد من الصحابة سوى أبو بكر الصديق، وتمثلت هذه الأمارات في أن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتكف عشرين يومًا في رمضان في السنة العاشرة من الهجرة، وكان لا يعتكف إلا عشرة أيام، ودارسه جبريل القرآن مرتين، ثم نزلت سورة النصر في حجة الوداع، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم أنه الوداع، وأنه نعيت إليه نفسه الشريفة.
- وفي يوم الإثنين 29 من صفر في السنة الحادية عشرة من الهجرة، شهد النبي صلى الله عليه وسلم جنازة في البقيع، فلما رجع وهو في الطريق أخذه صداع في رأسه، وارتفعت حرارته بشدة، وكان ذلك بداية مرض الموت، والأحداث التي سبقت موته صلى الله عليه وسلم أشهر من أن يؤرخ لها.